Thursday, May 12, 2011

نشكر السلفيين

  بقلم   محمد رضوان    ٩/ ٥/ ٢٠١١
لا أجد من الكلمات ما يمكن أن أعبر به عن شكرى للسادة السلفيين على كبير مساهمتهم فى إدراكى وإدراك غالبية المصريين بحتمية أن تفضى ثورة مصر فى النهاية إلى دولة مدنية يحكمها دستور وقانون مدنيان ومؤسسات متحضرة متقدمة تساير العصر وتتطلع إلى المستقبل بقوة وثبات.. صحيح أنهم لم يكن لهم دور يذكر على المستوى السياسى أو الخدمى قبل الثورة، ولم يدخلوا فى صدام أو تحد أو مواجهة مع النظام السابق، مثلما فعل الإخوان المسلمون، ثم فوجئ بهم، المصريون يعتلون المنصة ويتصدرون المشهد دون سابق معرفة بهم وتساءل الملايين فى دهشة وعجب: من هم؟ ومن أين أتوا؟ وأين كانوا؟..
 وتذكر البعض أننا كنا نسمع عن بعضهم ينسّق مع أمن الدولة فى عملهم الدعوى.. وتذكر البعض أنه شاهد شعارات لسلفيين وسمع وشاهد منهم من يقول إن الخروج على الحاكم معصية وكفر وفتنة.. صحيح أن هذا كان وضع بعضهم أو معظمهم قبل الثورة.. بل وفى أيامها الأولى، ولكنهم، على أى الأحوال، قد «لحقوا» أنفسهم ودخلوا فى الثورة بقوة.. حتى يكاد يتسلل إلينا الشك الآن أن ثورة ٢٥ يناير بدأها الشباب ثم انخرط فيها كل المصريين.. ويقترب منا اليقين بأن الثورة بدأها السلفيون ويأخذونها الآن بقوة.. ومن خلفهم الإخوان.
دعك من هذه الإشكالية التى تلتف حول رقابنا، وتذكر معى بكل العرفان والتقدير موقف السلفيين الذين لم يهتموا بتلك القضايا التافهة والسفاسف التى تهتم بها القوى السياسية والاجتماعية الأخرى مثل مستقبل ومصير مصر بعد الثورة وكيفية إعداد وإقرار دستور يليق بشعب مصر الذى أسقط الفساد والاستبداد.. لم يهتموا بمثل هذه التفاهات وركزوا جهودهم فى مصير كاميليا ووفاء ثم أخيراً «عبير ــ إمبابة» وهم فى سبيل هذه القضية المصيرية لا مانع لديهم من بذل الغالى والنفيس ولو كان الدم.. ولا مانع من إشعالها فتنة لا تبقى ولا تذر، ولو كان البلد والوطن والأهل، لأن إسلام كاميليا ووفاء وعبير هو الأهم!
ثم دعك من محاكمة ومحاسبة النظام الذى استباح ثروة مصر على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، واترك الآن قضية بناء مؤسسات سياسية واقتصادية وقانونية وشعبية ديمقراطية وشفافة ومستقلة ونزيهة، ولا تلتفت لما يثيره البعض عن استرداد المليارات التى استولى عليها مبارك ورجاله.. واهتم الآن بما هو أهم: هدم الأضرحة القائمة منذ عشرات ومئات السنين.. واسترداد مسجد النور من وزارة «الأعداء» الشهيرة بوزارة الأوقاف.. دعاة السلفيين يحتاجون هذا المنبر بالذات القريب من الكاتدرائية ليكون إشعال الفتنة سهلاً.. ولن يسأل أحدهم نفسه: ماذا لو تظاهر فى المقابل بضعة آلاف من المسيحيين أمام مسجد النور مثلما فعل السلفيون، فى الجمعة قبل الماضى، أمام الكاتدرائية وهدد بعضهم باقتحامها بحثاً عن «كاميليا شحاتة»؟!
أما أم القضايا التى يولونها كل الاهتمام الآن فهى التظاهر ضد مقتل «شيخ المجاهدين وشهيد الأمة الإسلامية بن لادن».. الذى دبر عمليات قتل آلاف المدنيين الآمنين فى نيويورك ولندن ومدريد، وإن كنتم ترون خلافاً شرعياً حول هذا القتل.. فإنه من وحى أفكاره التكفيرية والإرهابية قتل عشرات الآلاف فى العراق والأردن وغيرها من الدول الإسلامية.
تصورت وأنا أشاهد مظاهراتهم شجباً لقتل بن لادن أنه مفجر الثورات العربية ضد الظلم والفساد.. ولو عاش قليلاً لهاجم الثورات وأدان الثوار لأنهم بالتأكيد جعلوا وجوده وأفكاره وتنظيماته دون قيمة أو جدوى وفاقدة لكل أسباب الاستمرار.
سيروا على ما أنتم عليه، الإخوة السلفيين، فإنكم تثبتون للجميع يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة أن مصر تختلف عنكم ولن تسير فى طريقكم ولن تكون سوى دولة مدنية ديمقراطية لكل الأطياف والأديان والتيارات على السواء.

بلاها كاميليا خُد عبير
  بقلم   خالد منتصر    ١٠/ ٥/ ٢٠١١
عندما تسيطر عقلية القطيع وغريزة الغوغاء، يتسيد الشارع تيار لا يفكر إلا بنصفه الأسفل ولا يشغله إلا وسواس المرأة، وعندما تسيطر فكرة الدولة الدينية تحت مظلة تنافس قبلى يقسم الوطن إلى ألتراس مسلم ومسيحى، حينها يرسم سيناريو الفتنة بشكل أسهل من رسم خط أو نقطة، لا تحتاج حينها أقلاماً أو ألواناً كثيرة لكى تصنع أبشع بورتريه فى الكون، يكفى أن ترسم امرأة لا يهم أن تكون فاتنة أو حتى متوسطة الجمال، المهم أن تكون امرأة وهذا فيه الكفاية لكل من انتقل مخه من بين أذنيه واستقر بين فخذيه لكى يحرق الدنيا ويولعها فتنة، فمن يفجر نفسه بحزام ناسف فى ميدان ليقتل أبرياء لأن أمير جماعته لوح له بالحور العين، من السهل جداً أن يحرق الوطن من أجل امرأة، ومن الشرعى جداً أن يطابق ما بين فقدان عفتها الجنسية وفقدان عفتها الدينية!، ويحكمنا منطق شعاره «عفة المرأة التى دخلت قبيلتنا لا تمس ولا تنجس من أفراد القبيلة المنافسة».
توقعت أن يحدث هذا بعد الدش البارد الذى هبط على رأس الجماعات التى صدعتنا بعد أن خرجت من الجحور بـ«كاميليا أختنا اللى لازم ترجع جنب إخواتها تصلى وتركع!»، خرجت كاميليا وقالت «أنا مسيحية»، وبالطبع خسرنا نحن، كمسلمين، أهم قيمة وقامة كانت ستقيلنا من عثرتنا الاقتصادية والعلمية وتحل مشكلة الغذاء والفقر والجهل الذى نغرق فيه حتى آذاننا!!..
 هذا الدش البارد الذى لم تفلح فى تخفيف صدمته أكاذيب أبويحيى وأبوحسين وأبوحسانين وأبوجلمبو عن أدائها صلاة الفجر أمامه للزوجة، وصراخها أنا مسلمة من جراء تعذيب أمن الدولة لها، ولا جميع صور الفوتوشوب المفبركة سواء بالحجاب أو النقاب.. هذا الدش الكاميلياوى الذى وضع كلمة النهاية لأكبر فيلم عبثى فى تاريخ مصر، لم يضع كلمة النهاية لتيار يعيش على أسطوانة أو أكسجين الفتنة الدينية، وكيس دم الكبت الجنسى، والخلايا الجذعية للتخلف الفكرى.. هل سيعترفون بالبطالة ويجلسون دون عمل؟..
 فليخترعوا وبسرعة شغلانة أخرى وامرأة أخرى، فاليد البطَّالة نجسة، اخترعوا عبير، وكما قال الفنان فؤاد المهندس «بلاها سوسو خد نادية»، قالوا «بلاها كاميليا خُد عبير»، و«بلاها» ممكن أن تكتب بالألف «بلاها» وأيضاً بالهاء «بلاهة»!، لا يهم إن كانت عبير فى علاقة شرعية أو غير شرعية، المهم أنها امرأة اختارت الإسلام، وهذا يكفى جداً للتغاضى عن أى خطيئة، المهم ألا تنجس عفتها بأى حيوان منوى أو غير منوى لشخص من قبيلة أخرى أدنى وأقل من قبيلتنا، فلا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه زجاجات المولوتوف!
العقلية التى احتفت بالشورت الإسلامى لمدحت وردة وربيع ياسين من عشرين سنة، حمايةً لمشاعرنا من رؤية الركبتين الفاتنتين أو صابونة الركبة التى يتركز فيها الإغراء، هى العقلية نفسها التى أقامت احتفالات و«ليالى ملاح» لحجاب الفنانات المعتزلات وكأنهن حررن فلسطين.. هى العقلية نفسها التى تظاهرت من أجل أفيش فيلم يظهر فيه كتف ممثلة.. هى العقلية نفسها التى طالبت بمحاكمة عبدالوهاب على أغنية «من غير ليه».. هى العقلية نفسها التى تتظاهر من أجل إخفاء أنف وأذن وفم وحنجرة ونفس طالبة جامعية تحت لثام... إلخ.. عقلية يحكمها الكبت والتعامل مع المرأة بازدواجية تجمع ما بين قمة الاشتهاء والشبق وقمة الاحتقار والدونية والدناوة.
إلى كل من يتهم الفلول والأذناب والقوى الخارجية بتفجير أحداث إمبابة شاهدوا هذا الشاب على هذا اللينك http://www.youtube.com/watch?v=CBRCgtz٠Ofk&feature=player_embedded لتعرفوا ماذا جرى للعقل المصرى ومن هو الفاعل الحقيقى المحرض الذى غيب عقولنا، إنه مجرد نموذج ولكنه للأسف نموذج، مسيطر تساعده نماذج مغيبة.. الوطن يحترق ونحن نتصرف كمن احترق بيته ووصلت النار إلى ذيل جلبابه وأكلت لحم أهل بيته وهو مازال يحمد الله على أن النار لم تلتهم غشاء بكارة جثث بناته!

No comments:

Post a Comment